ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة إذا أردﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻞ أن ﯾﻐﯿﺮ ﺳﻠﻮﻛﮫ أن ﻧﺴﻤﻌﮫ ﻋﺒﺎرات ﻛﺄن ﻧﻘﻮل ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل، "أﻧﺖ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻲ اﻟﺼﺪاع إذا اﺳﺘﻤﺮ اﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮف أﻋﺎﻗﺒﻚ". ﻓﺬﻟﻚ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات ﯾﺤﻤﻞ ﺑﯿﻦ طﯿﺎﺗﮫ اﻟﻨﻘﺪ واﻟﺘﮭﺪﯾﺪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﮭﻮ ﯾﻮﻟﺪ ﻟﺪى اﻟﻄﻔﻞ رد ﻓﻌﻞ دﻓﺎﻋﯿﺎ أو ﻋﺪواﻧﯿﺎ، وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺗﺒﺪو اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺑـ "أﻧﺎ أﺷﺪ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ"، ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﮭﺪف إﻻ ﻟﻮﺻﻒ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﺄﺳﻠﻮب ھﺎدف، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل أﻧﺎ أﺻﺎب ﺑﺎﻟﺼﺪاع ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺮخ. ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﻻت ﻻ ﯾﺴﺘﺸﻌﺮ اﻟﻄّﻔﻞ ﺳﻮى ردود أﻓﻌﺎﻟﻨﺎ واﻵﺛﺎر اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ، دون أن ﯾﺪرك اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ وراءھﺎ، إﻻ أن اﻟﺘﺤﺪث ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة وﻗﻮاﻧﯿﻨﮭﺎ وأﯾﻀﺎ ﻋﻦ اﻹﻧﻔﻌﺎﻻت. ﻣﺜﻼ: ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل: "ﻟﻘﺪ أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺨﻮف ﺷﺪﯾﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻓﻠﺖ ﯾﺪك ﻣﻦ ﯾﺪي وﻋﺒﺮت اﻟﺸﺎرع وأﻧﺖ ﺗﺮﻛﺾ"، وھﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺤﻮب واﻟﻐﻀﺐ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺎﺑﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﺣﺪوث ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ، أو ﻋﺒﺎرة: "أﻛﺎد أﻣﻮت ﻗﻠﻘﺎ إذا ﺗﺄﺧﺮت ﻓﻲ اﻟﻌﻮدة ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ".
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر
ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﻌﺘﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻚ وﻋﺪم اﻹﻛﺘﻔﺎء ﺑﺎﻹﺗﯿﺎن ﺑﺮدود اﻷﻓﻌﺎل ﻓﻘﻂ إذا أظﮭﺮت ﻟﻄﻔﻠﻚ أﻧﻚ ﺗﻔﮭﻤﯿﻦ رﻏﺒﺎﺗﮫ وأھﻮاءه ودواﻓﻌﮫ، ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺪوره ﺳﻮف ﯾﺒﺪي اھﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﻚ وﺑﻄﻠﺒﺎﺗﻚ وﺑﺮﻏﺒﺎﺗﻚ. إذا ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﻊ طﻔﻠﻚ، ﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗﻌﺒﺮي ﻟﮫ ﺑﻮﺿﻮح ودون ﻧﺰﻋﺔ ھﺠﻮﻣﯿﺔ ﻋﻦ ﻣﺨﺎوﻓﻚ ودواﻋﻲ ﻏﻀﺒﻚ، ﻣﺜﻼ ﻗﻮﻟﻲ ﻟﮫ: "ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﯿﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء أﺳﺘﺎء ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮ ﻣﻼﺑﺴﻚ اﻟﻤﺘﺴﺨﺔ"،
ﺛﻢ اﺳﺄﻟﯿﮫ ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ ﻓﻌﻠﮫ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﺄن؟ وھﺬا أﻓﻀﻞ ﻛﺜﯿﺮا ﻣﻦ ﻓﺮض ﻗﺎﻋﺪة أو ﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮن أﺳﺮي، وھﻮ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻘﺒﻠﮫ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﺗﺤﺜﯿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻮل ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆرﻗﻜﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﮭﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﺮﺑﻮي ﯾﺴﺎﻋﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن اﻵﺧﺮﯾﻦ ﯾﺤﺘﺮﻣﻮﻧﮫ وﺑﺄﻧﮫ ﻋﻨﺼﺮ إﯾﺠﺎﺑﻲ، ﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ إﻗﺒﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﮭﺬﯾﺐ اﻟﺬاﺗﻲ. وﯾﻀﻌﻒ ﻣﻦ رﻏﺒﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻺﺳﺘﻔﺰاز ﻣﻦ آن ﻵﺧﺮ.